تدوينات.

هبةُ الحياة من الموت !

صورة

تدوينة سريعةٌ جداً . 

منذ ايام .. داهمتني فكرة التبرع بالأعضاء بشكل جدي..
حقيقةً هل بقاء اعضائك في قبرك بعد الموت سيفيدك . ، ام انك لو تبرعت بها ستكون حياةً اخرى لشخص اخر ؟
ما اجمل ان تهب من موتك حياة لانسان يشرف على الموت ! 
هل هناك احد في العالم العربي .. يفكر جدياً في هكذا امور ، مع ان اسلامنا الاولى بعرض هذا الأمر من الغرب ..
بالاحرى ، هل هناك جهات في المجتمع العربي ، تقوم بهذه امور . وتتكفل بذلك ؟
أدرك ان الامر صعب على النفس ! . انا كشخص ، حتى الان لا أتقبل الفكرة ككل . اتقبلها كمبدأ , لا أدري حقيقة ً ما السبب . لكنني ارجح انه لاننا لم نتلقى الوعي الكافي بهذا الامر . 
لا أدري لكن خلاصة الأمر ان هبة الاعضاء فكرة نبيلة للغاية ، تعطي املا لشخص يحاول التشبث في الحياة بعد موتك ! 

يكتبها بِحَيرة ! 
عبيدة زين الدين . 

 

اسطنبوليَّات, تدوينات.

اسطنبول وأمورٌ أحببتها !

اسطنبول وأمورٌ أحببتها !

قبل يومين كنت قد اتممت شهري الاول في اسطنبول . كانت أحداثا كثيرة ومتلاحقة .

ادرك تماما ان شهراً واحد ليس بكاف ان اعطي صورة عن بلد ما ايجابا او سلباً ، لكنني سأسرد بعضا مما رأيت .

من الامور التي اعجبتني فيها .. تعدد الثقافات و الصداقات ، حين تكون في فصل واحد وتكون تائها بين جنسيات عديدة الفلسطينية و السورية و السودانية والصومالية والجزائرية و المغربية و الافغانية و الايرانية و الكينية و الاثيوبية و الموريتانية و الصربية والكوسوفية والباكستانية و السيراليونية .

تتعلم عن كل دولة شيئا مميزا .. تحاول تقليد لهجة هذا و ذاك وتجد لسانك تائها في لغات اربعة ولهجات عربية خمسة . في نهاية الأمر توحدنا اللغة الانجليزية D:

تتحدث مع كل شخص عن دولته .. احدهم يخبرك عن فساد حكام بلاده . الثاني يشرح لك وضع الحرب في وطنه . زميلك الصومالي يخبرك انهم يمتلكون مطاراً في بلادهم !

الوجوه والملامح لا تعبر عن طبيعة الاشخاص هناك .. هناك تخدع باعمارهم بدرجاتهم العلمية بكل شيء = ) !

هذا يخبرك انه يتحدث ثلاث لغات و هو قادم ليتعلم اللغة الرابعة .
يخبرك زملائك الافارقة كيف انهم يتعلمون اللغة العربية فقط لقراءة القرآن . حينها تحمد الله الف مرة انك ولدت عربياً مما تجد من صعوبة لغتنا عليهم .. وسهولتها علينا ! .

هذه امور قليلة مما أحببتها و هناك اشياء انتقدتها . سأفرد لها تدوينة خاصة ان شاء الله 🙂

يكتبها لكم ..
عبيدة زين الدين .
اسطنبول .
9-11-2013

اسطنبوليَّات, تدوينات.

في رحاب معهد اللغة !

تمضي بك الايام مسرعة في هذا البلد العجيب ، كل يوم تمضيه يزيدك حماسة كي تسلب اللغة منهم لتصبح ملكك .

بدأت الدراسة في معهد اللغة بعد اسبوعين من بدء زملائي للدراسة بسبب تأخري في الوصول لتركيا وتأخري في اجرائات التسجيل .
تهرع في اليوم الاول لحضورك الدرس مبكراً . تجاهد نفسك صباحا لان تستيقظ مبكرا .. ولا جدوى !
تدخل المحاضرة متأخراً . تعرف عن نفسك للمدرس . و تجلس لتستمع للدروس .
في لحظة غفلة يأتيك المدرس ليسألك سؤالا .. و تجيب عليه ” لا اعرف ” .
فيرد عليك ” لماذا لا تعرف ؟ ” .
تحاول ان تدافع عن نفسك انك طالب جديد و لكن اللغة لا تسعفك . فيرد عليك ” انت تمبل 😀 ” بالمناسبة تمبل كلمة تركية تعني كسول . لكن بالنسبة لنا … 🙂
اللعنة على هذه المواقف التي لا تستطيع ان تبرر فيها او تدافع عن نفسك ..
تجلس ثلاثة ايام في الفصل .. تتعلم اللغة التركية باللغة التركية . لا شيء سوى التركية .
تضيق بك الأرض و تكره اللغة واليوم الذي قررت فيه ان تتتعلم اللغة حتى يأتيك صديق ،يبادر في نقلك الى فصل جديد .
تدخل الفصل الجديد . تجد ان التعلم فيه باللغة الانجليزية . وان الذين يدرسونك يحملون درجة الدكتوراة .

– لا أدري هل هناك احد في بلادنا يحمل هذه الدرجة العلمية ويقبل ان يدرس طلاباً غرباء اللغة من الصفر ! –

ينشرح صدرك مرة اخرى وتبدأ في الانتباه للدروس .
وتعود الى البيت قبيل المغرب بقليل .. لتنهمك في حل واجباتك .. و ممارسة روتينك اليومي !

يكتبها لكم بأمل
عبيدة زين الدين
اسطنبول
2-11-2013

اسطنبوليَّات, تدوينات.

.10 ايام في اسطنبول .

  • .10 ايام في اسطنبول .

    في خضم تسارع  الحياة .. قضيت عشر ايام  في اسطنبول . فترة زمنية غير كافية للحكم على مدينة! 
    تجربة حافلة جميلة تعلمت فيهم ما لم اتعلم في حياتي مثله لا في غزة ولا في غيرها . 
    فمن محاولاتك الجاهدة لاستخراج كل مكنوناتك من الانجليزية و التركية ليفهم من امامك اين تريد الذهاب فقط و تفشل في ذلك . وان عرفت فستصدم بمشكلة التعود على نظام مواصلات لم اعهد شيئا مثله في حياتي . شبكة مواصلات معقدة .

    تدخل الى الباص ، المترو ، المترو بوس .. ولا تدري الى اين يذهب .. تذهب الى سائق الباص لتدفع له نقودا فيضحك ويقول لك ” نو موني ” 
    و اخر ينظر لك بنظرة غريبة  . انت لا تدري ما معنى هذه النظرات او الضحكات الا حين يخبرك اصدقائك في المساء انه يوجد هناك كرت للمواصلات .

    تصل مجهدا بعد  سبع ساعات من المحاولات الى مقر التسجيل في الجامعة .. فتخبرك الموظفة بكل لطف .. تعال غدا . الموظف غادر قبل قليل ..

    و تستيقظ في الصباح مبكرا وتذهب اليه بعد ان تهرع الارض للوصول الى مكتبه . و عندما تقابله . يحدثك بانجليزيته الركيكة .. التسجيل قد انتهى قبل اسبوع . 
    تغلق الدنيا في وجهك . وتحاول ان تشرح له انك من غزة و قد علقت في المعبر ووو الخ .. العرق يتصبب من جبينك ووجهك اصبحت عروقه مليئة بالدماء .. ليخبرك بكل لطف .. كنت امازحك ! 

    ترد الحياة الى روحك مرة اخرى .. و تبدأ تهرع في اجرائات التسجيل . تتم كل خطواتك و تكتشف انك نسيت صورك الشخصية .. وتعود له في الغد مرة اخرى لتتم تسجيلك ..

    على صعيد اخر تذهب لتسجل في معهد اللغة . وتفتش الغرف كلها لتعرف اين يتم التسجيل .. وبعد معاناة تعرف اين .. لا ادري كيف معهد لغة وليست فيه ارشادات للطلبة الجدد .. تجد بعض الارشادات ولكنها بالتركية .. لا ادري كيف سيقرأها طالب جاء ليتعلم اللغة ! .

    من ناحية  اخرى تحاول ان تلتقط صوتا عربيا . حتى لو لم تكن تعرفه . مجرد سماعك لاي احد عربي . يرد الروح الى قلبك .. تلتقي بأصدقائك من الوطن ، تتعرف على اصدقاء تشملهم جنسيات كثيرة سوري و صومالي وسوداني و ليبي وفلسطيني مقدسي و تركي و كردي .

    تتكلم مع شخص بالانجليزية تسألهم عن مكان معين .. بعد لحظات من الحديث يسألك من اين انت .. تقول له من فلسطين .. فيقول لك .. ” يعني بتحكي عربي ” .. يا رجل من زمان تكلم .. لغتنا العربية اجمل بكثير . الانجليزية متعبة ! 

    تعود الى سكنك المليء بالاتراك . تجدهم يحزمون حقائبهم ليقضوا العيد مع اهلهم . يبقى شخص او اثنين في الغرفة .

    الاول يتكلم الانجليزية قليلا .. والثاني لا يعرف من الانجليزية سوى كلمتين قبيحتين .. 
    تحاول ان تتعرف عليهم ان تختلط بهم ..تسعد بحديث الاول يسعفنا مترجم جوجل “السيء” في كثير من الحالات .. و تسعد بعزف الثاني على جيتاره .

    هذه  المحاولة العاشرة للكتابة , لتعلم ان الغربة جميلة  ومتعبة في آن واحد ولكن النتيجة العظيمة تستحق تضحية عظيمة

    هذا قليل من احداث امر بها يوميا عدا عن الاحراجات D:

    يكتبها لنفسه . 
    عبيدة زين الدين

    اسطنبول

     18/10/2013