اسطنبوليَّات, تدوينات.

.10 ايام في اسطنبول .

  • .10 ايام في اسطنبول .

    في خضم تسارع  الحياة .. قضيت عشر ايام  في اسطنبول . فترة زمنية غير كافية للحكم على مدينة! 
    تجربة حافلة جميلة تعلمت فيهم ما لم اتعلم في حياتي مثله لا في غزة ولا في غيرها . 
    فمن محاولاتك الجاهدة لاستخراج كل مكنوناتك من الانجليزية و التركية ليفهم من امامك اين تريد الذهاب فقط و تفشل في ذلك . وان عرفت فستصدم بمشكلة التعود على نظام مواصلات لم اعهد شيئا مثله في حياتي . شبكة مواصلات معقدة .

    تدخل الى الباص ، المترو ، المترو بوس .. ولا تدري الى اين يذهب .. تذهب الى سائق الباص لتدفع له نقودا فيضحك ويقول لك ” نو موني ” 
    و اخر ينظر لك بنظرة غريبة  . انت لا تدري ما معنى هذه النظرات او الضحكات الا حين يخبرك اصدقائك في المساء انه يوجد هناك كرت للمواصلات .

    تصل مجهدا بعد  سبع ساعات من المحاولات الى مقر التسجيل في الجامعة .. فتخبرك الموظفة بكل لطف .. تعال غدا . الموظف غادر قبل قليل ..

    و تستيقظ في الصباح مبكرا وتذهب اليه بعد ان تهرع الارض للوصول الى مكتبه . و عندما تقابله . يحدثك بانجليزيته الركيكة .. التسجيل قد انتهى قبل اسبوع . 
    تغلق الدنيا في وجهك . وتحاول ان تشرح له انك من غزة و قد علقت في المعبر ووو الخ .. العرق يتصبب من جبينك ووجهك اصبحت عروقه مليئة بالدماء .. ليخبرك بكل لطف .. كنت امازحك ! 

    ترد الحياة الى روحك مرة اخرى .. و تبدأ تهرع في اجرائات التسجيل . تتم كل خطواتك و تكتشف انك نسيت صورك الشخصية .. وتعود له في الغد مرة اخرى لتتم تسجيلك ..

    على صعيد اخر تذهب لتسجل في معهد اللغة . وتفتش الغرف كلها لتعرف اين يتم التسجيل .. وبعد معاناة تعرف اين .. لا ادري كيف معهد لغة وليست فيه ارشادات للطلبة الجدد .. تجد بعض الارشادات ولكنها بالتركية .. لا ادري كيف سيقرأها طالب جاء ليتعلم اللغة ! .

    من ناحية  اخرى تحاول ان تلتقط صوتا عربيا . حتى لو لم تكن تعرفه . مجرد سماعك لاي احد عربي . يرد الروح الى قلبك .. تلتقي بأصدقائك من الوطن ، تتعرف على اصدقاء تشملهم جنسيات كثيرة سوري و صومالي وسوداني و ليبي وفلسطيني مقدسي و تركي و كردي .

    تتكلم مع شخص بالانجليزية تسألهم عن مكان معين .. بعد لحظات من الحديث يسألك من اين انت .. تقول له من فلسطين .. فيقول لك .. ” يعني بتحكي عربي ” .. يا رجل من زمان تكلم .. لغتنا العربية اجمل بكثير . الانجليزية متعبة ! 

    تعود الى سكنك المليء بالاتراك . تجدهم يحزمون حقائبهم ليقضوا العيد مع اهلهم . يبقى شخص او اثنين في الغرفة .

    الاول يتكلم الانجليزية قليلا .. والثاني لا يعرف من الانجليزية سوى كلمتين قبيحتين .. 
    تحاول ان تتعرف عليهم ان تختلط بهم ..تسعد بحديث الاول يسعفنا مترجم جوجل “السيء” في كثير من الحالات .. و تسعد بعزف الثاني على جيتاره .

    هذه  المحاولة العاشرة للكتابة , لتعلم ان الغربة جميلة  ومتعبة في آن واحد ولكن النتيجة العظيمة تستحق تضحية عظيمة

    هذا قليل من احداث امر بها يوميا عدا عن الاحراجات D:

    يكتبها لنفسه . 
    عبيدة زين الدين

    اسطنبول

     18/10/2013

رأيان حول “.10 ايام في اسطنبول .”

أضف تعليق